أمهات المؤمنينلا يخفى عليكم ، قد يخجل الإنسان حينما
يسأله أحد (سواءا ً كان مسلما أو غيره ) من هنّ زوجات النبي ؟ و ماذا تعرف
عنهن ّ ؟ ومن هذا المنطلق
... سوف نتكلم بإختصار عن كل زوجات النبي - صلى الله عليه وسمل ولكل واحدة
منهن (مشاركة خاصة) ...أسال الله ان يبارك بالموضوع ، و أن
يجعله خالصا ً لوجه ، إنه جواد ٌ كريم **(الجزء الأول)**أول زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - هي ( خديجة بن خويلد ) رضي الله عنها ***هي أوّل زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأمّ أولاده ، وخيرة نسائه ،
وأول من آمن به وصدقه
،
أم هند ،
خديجة بنت
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ، وأمها فاطمة
بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي .
ولدت
خديجة رضي الله عنها
بمكة ، ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار .
تزوجت مرتين قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
باثنين من سادات العرب ، هما : أبو هالة
بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة ، وأما الثاني فهو عتيق
بن عائذ بن عمر
بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق .
وكان
لخديجة رضي الله
عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ،
لتضيف إلى شرف مكانتها وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار
مكّة المعدودين .
وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها
ليتاجروا به ، وكان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها
ميسرة , ولما عاد
أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وما لمسه من
أمانته وطهره ، وما
أجراه الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ،
وسرعان ما خطبها
حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن
أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة
بخمس عشرة سنة وللنبي - صلى الله عليه وسلم - 25 سنة ، بينما كان عمرها 40
سنة ، وعاش
الزوجان حياة كريمة هانئة ،
وقد رزقهما الله بستة من الأولاد :
القاسم و عبد الله
و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة .
وكانت
خديجة رضي الله
عنها تحب النبي - صلى الله عليه وسلم – حبّاً شديداً ،
وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى إنها أهدته غلامها
زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه.
وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي – صلى
الله عليه وسلم – والوقوف معه ، بما آتاها الله
من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام بالرعب حين
رأى
جبريل أوّل مرّة ،
فلما دخل على
خديجة قال :
(
زمّلوني زمّلوني ) ، ولمّا ذهب عنه الفزع قال :
( لقد خشيت على نفسي )، فطمأنته قائلةً : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل
الرحم ، وتصدق الحديث ،
وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه
البخاري ، ثم انطلقت به إلى
ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً
للأنبياء عليهم السلام .
ولما علمت – رضي الله عنها – بذلك لم تتردّد لحظةً في
قبول دعوته ، لتكون أول من آمن برسول الله
وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ، وتذلّل له
المصاعب ، فكان الجزاء
من جنس العمل ، بشارة الله لها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب،
رواه
البخاري و
مسلم .
وقد حفظ النبي – صلى الله عليه وسلم – لها ذلك الفضل ،
فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت
نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها
والثناء عليها ، ويعترف بحبّها
وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول :
( إني قد رزقت
حبّها ) رواه
مسلم ، ويقول :
( آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ،
وواستني بمالها إذ حرمني الناس ،ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء ) رواه
أحمد ، حتى غارت منها
عائشة
رضي الله عنها غيرة شديدةً .
ومن وفائه – صلى الله عليه وسلم – لها أّنه كان يصل
صديقاتها بعد وفاتها ويحسن إليهنّ ،
وعندما جاءت
جثامة المزنية لتزور النبي – صلى
الله عليه وسلم أحسن استقبالها ،
وبالغ في الترحيب بها ، حتى قالت
عائشة رضي
الله عنها : " يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ " ،
فقال :
( إنها كانت تأتينا زمن خديجة
؛ وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه
الحاكم
،
وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح الشاة يقول :
(
أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) رواه
مسلم .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا سمع صوت
هالة أخت
خديجة تذكّر
صوت زوجته فيرتاح لذلك ،كما ثبت في الصحيحن .
وقد بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضلها حين
قال:
( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت
محمد،وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي
الله عنهن أجمعين ) رواه أحمد ، وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة
بثلاث
سنين ، وقبل معراج النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
ولها من العمر
خمس وستون سنة ، ودفنت
بالحجُون ، لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ،
وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ،
فرضي الله عنها وأرضاها ...*** الجــزء الخامس ***...هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو
الهلالية العامرية ذات النسب الأصيل والمنزلة العظيمة ،فأمها هي هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة الحميرية ،
وأخواتها لأبيها وأمها : أم الفضل – أم بني العباس بن عبد المطلب -، ولبابة - أم خالد بن الوليد - ، وأختها لأمها :
ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين . وقد اختلفوا فيمن كان زوجها قبل النبي صلى الله عليه
وسلم ، فقيل إنها كانت عند الطفيل بن الحارث بن المطلببن عبد مناف رضي الله عنه ثم طلقها ، وقيل : إنها
كانت عند ابن عمّها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي ثم عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه والذي
استشهد في بدر ، وأقرب الأقوال في زواجها أنها كانت تحت عبد الله بن جحش رضي الله عنه ، ثم تزوجها النبي صلى
الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها يوم أحد . والذي يهمّنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوّجها
مواساة لها فيما أصابها من فقدها لأزواجها ، ومكافأة لها علىصلاحها وتقواها ، وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها
في رمضان من السنة الثالثة للهجرة بعد زواجه بحفصة رضي الله عنها، وقبل زواجه بميمونة بنت الحارث . وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها
فجعلت أمرها إليه ، فتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم ،وأَوْلَمَ عليها جزوراً ، وقيل إن عمّها قبيصة بن عمرو
الهلالي هو الذي تولّى زواجها . ولم تذكر المصادر التي ترجمت سيرتها إلا القليل من
أخبارها ، خصوصاً ما يتناول علاقاتها ببقية زوجاته عليه الصلاة والسلام ، ولعل مردّ ذلك إلى قصر مدة إقامتها في بيت النبوة . والقدر المهم الذي حفظته لنا كتب السير والتاريخ ،
هو ذكر ما حباها الله من نفس مؤمنة ، امتلأت شغفاً وحبّاً بما عند الله من نعيم الآخرة ، فكان من الطبيعي أن تصرف
اهتماماتها عن الدنيا لتعمر آخرتها بأعمال البر والصدقة ، حيث لم تألُ
جهداًفي رعاية الأيتام والأرامل وتعهّدهم ، وتفقّد شؤونهم
والإحسان إليهم ، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل ، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين ،
وخير شاهد على ذلك ، وصفها بـ" أم المساكين " ، حتى أصبح هذا الوصف ملازما لها إلى يوم الدين . ولم تلبث زينب رضي الله عنها طويلاً في بيت النبوة ،
فقد توفيت في ربيع الآخر سنة أربع للهجرة عن عمر جاوز الثلاثين عاماً ،بعد أن قضت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع ، وبذلك تكون ثاني زوجاته به لحوقاً بعد خديجة بنت خويلد ،
فرضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين . ...*** إنتهى الجزء الخامس ***...